تطلق المخرجة نهلة الفهد اليوم، مبادرة «الاتحاد السينمائي»، لتنفيذ فيلم مدته 60 ثانية خلال فترة البقاء في المنزل، لاستثمار مواهب النجوم المبدعة، وتنمية قدراتهم، ومحاولة ابتكار أفكار جديدة تدعم حركة الفن عن بُعد، في ظل الإجراءات الاحترازية لتجنب فيروس «كورنا المستجد».
صرحت الفهد لـ «الاتحاد»، بأن مبادرة «الاتحاد السينمائي» التي تطلقها عبر مواقع التواصل، هي عبارة عن تحد ومسابقة تبرز المواهب المبدعة في عالم الفن، ومن لديهم الشغف السينمائي، بتصوير فيلم مدته دقيقة تقريباً، يكون له بداية ونهاية، إلى جانب المحتوى والمضمون المميز ورسالة وهدف الفيلم نفسه. «اصنع فيلمك من منزلك» شعار المبادرة التي ستطلقها الفهد عبر هاشتاق #تحدي_الاتحاد_السينمائي، حيث ستبدأ في استقبال الأفلام المنفذة من قبل المواهب، ابتداء من «6 حتى 20 مارس الجاري»، والذي سيتم فيه أيضاً الإعلان عن الفائز بالمركز الأول، وحصوله على جائزة كاميرا فيلمية رقمية عالية الجودة، إلى جانب اختيار ثلاثة من مخرجي هذه الأفلام القصيرة، للتعاون مع الفهد في أعمال فنية في المستقبل.
عملية تشجيعية
وأوضحت الفهد، أن لكل موهبة لها حرية اختيار موضوع الفيلم وكيفية إخراجه، سواء بكاميرا محترفة التصوير أو بالهاتف المحمول، والمهم أن تكون فكرة الفيلم نفسه من داخل المنزل، كعملية تشجيعية للمواهب، وفي الوقت نفسه عملية تحفيزية بضرورة استثمار وقت البقاء في المنزل، والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، لافتةً إلى أن معايير اختيار الأفلام الفائزة، والتي سيتم تحميلها من قبل المشاركين عبر الهاشتاق، يجب أن تكون متكاملة العناصر من موسيقى وتصوير لقطات وفكرة ومونتاج، إلى جانب نسب المشاهدات العالية، ومدى تأثير هذه الأفلام على المشاهد.
تفجر الطاقات
وقالت: ولأنني دائماً ما أفضل البحث عن الجوانب الإيجابية مهما اشتدت الأزمات، فإنني أتوقع خلال الفترة القادمة أن تولد الإبداعات وتتفجر الطاقات، وتخرج المئات من القصص الملهمة والواقعية من رحم أزمة فيروس «كورونا»، سواء قصص بطولية للطواقم الطبية التي تكافح الوباء، أو من داخل أجواء البقاء في المنزل، وبعض قصص الناجين.
تأثير كورونا
وحول تأثير انتشار «كورونا» على صناعة السينما في العالم والمنطقة، قالت الفهد: تأتي الرياح بما لا يشتهي صناع السينما أو الجمهور، وذلك بسبب الفيروس المستجد الذي يكاد يشل الحياة في العالم بسبب سرعة انتشاره، والرعب الذي تسبب فيه بالعديد من الدول التي تكبدت خسائر مادية وبشرية فادحة، مثل الصين ومن بعدها إيطاليا وإسبانيا والآن في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من بلدان العالم التي تكافح من أجل مجابهة هذا الوباء العالمي الذي لم يشهد العالم له مثيلاً منذ الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت العالم منذ ما يقارب 100 عام، ولا ينحصر دور السينما والصناعة السينمائية في دور الترفيه فقط، ولكن هناك العديد من الجوانب الاقتصادية والثقافية، فعلى سبيل المثال، توفر هوليوود نصف مليون فرصة عمل، وتحقق أرباحاً بمليارات الدولارات.
تخطي الأزمة
وأوضحت الفهد، أن السينما حاولت تخطي الأزمة، لكن الأمر كان صعباً، لأن مواقع التصوير والاستديوهات تبدو دائماً كخلية نحل، وتعج بالنجوم وطواقم الإخراج والإنتاج والمساعدين والفنيين والعمال، وعلى الرغم من بعض المحاولات لاتخاذ التدابير الاحترازية، إلا أن الجميع استسلموا في النهاية إلى ضرورة الرضوخ للأمر الواقع، وتعليق التصوير، وتأجيل إطلاق الأعمال، لأن الأرباح لا تساوي شيئاً أمام إنقاذ الأرواح.